حوار مع السالك بولون

تغيرت الصفات في بلدية طانطان، من السيد الرئيس إلى السيد العامل علي المزليقي، ومن المستشار المعارض إلى السيد رئيس بلدية طانطان السالك بولون. في هذا الحوار مع هذا الأخير يشرح ظروف هذا الانتقال، وكيف أن معطيات الأرقام ليست دائما هي المحدد في تصنيف الأغلبية والمعارضة
* انتقلت من موقع المعارضة في مجلس بلدية طانطان في عهد رئيسها علي المزليقي، إلى موقع الأغلبية وترؤس البلدية، هل هي عودة لـ «آل بولون»؟
** (يضحك) بعد الفراغ الذي تركه الرئيس السابق علي المزليقي بعد تعيينه عاملا ملحقا بوزارة الداخلية، كان واجبا على المجلس الاجتماع في دورة استثنائية وإعادة انتخاب الرئيس والمكتب طبق القوانين المعمول بها. وأفرزت الانتخابات عن تولي المعارضة السابقة لمسؤوليات التسيير رفقة بعض أعضاء المكتب السابق. ولا يوجد أي وصف لهذا الانتقال غير أنه كان ديمقراطيا وشفافا بما يخدم مصالح ساكنة طانطان..
* لكن بالرجوع للغة الأرقام، فإنك رفقة باقي أطياف المعارضة كنتم أقلية أمام أغلبية حاكمة، كيف وقع هذا التحول، لأن عبد الخالق الكوخ نائب الرئيس السابق الذي احتلت لائحته المرتبة الأولى في الانتخابات السابقة يعتبر أن المكتب الحالي مبني على أساس التوافق القبلي المتمثل في قبيلة أيت الحسن بالتحديد. فهل هذا صحيح؟
** هذا الادعاء لا أساس له من الصحة، ومن الطبيعي أن تسبق أي تشكيل مكتب توافقات وتراض بما يخدم مصالح الساكنة. وبالرجوع لتكوين مجلس البلدية فهو مكون من خمس لوائح: لائحة الوحدة والديمقراطية «12 مستشارا» التي يرأسها عبد الخالق الكوخ، ثم لائحة الإصلاح والتنمية «6 مستشارين» التي يرأسها علي المزليقي، ولائحة الإتحاد الاشتراكي «6 مستشارين» التي يرأسها عبد الفتاح بولون، ولائحة الأحرار «5 مستشارين» ويرأسها عمر بوعيدا، ولائحة الاستقلال «4 مستشارين» التي يرأسها هذا العبد الضعيف، ثم لائحة الأصالة والمعاصرة بمستشارين التي يرأسها مولود بوشعاب. ولو تصفحنا الانتماء القبلي لهؤلاء المستشارين نجد أن أي لائحة من هذه اللوائح تضم أغلبية من أيت لحسن، إلى جانب باقي القبائل أو المنحدرين من أصول غير صحراوية..

* ما الذي جعل هذه التشكيلة تتغير مع العلم بأن المكتب السابق كان يضم في صفوفه مستشارين يمثلون تنوعا قبليا وغير صحراويين في انسجام تام؟
** الأمر متعلق بقناعات، ومن صوتوا لصالح المكتب الحالي ليس كلهم من أيت لحسن، ولا يوجد دليل لإجبارهم على التصويت لفائدة قبيلة ضد أخرى.

* هل ترى أن توليك الرئاسة ناتج عن عدم التوافق بين عبد الخالق الكوخ وكيل لائحة «الروبيني» وبوشعاب البشير نائب وكيل لائحة «الهلال»؟
** لا يمكن إنكار أن كلا من الكوخ وبوشعاب كانا يطمحان للرئاسة خلفا للمزليقي، بالنظر لعدد مستشاريهما، لكن الاحتكام للغة الأرقام ليس دائما محددا في التسيير، وبعد عدد من اللقاءات التنسيقية والتشاورية مع جميع وكلاء اللوائح الخمس تم التوافق في الأخير على أن أتولى تسيير البلدية.

* تشتغل الآن مع اللائحة نفسها التي كانت جزءا من التسيير السابق، والتي كنت تعارض طريقة عملها، فكيف سيتم تدبير الشأن المحلي بطانطان في ظل هذه المستجدات؟
** الظروف والمعطيات الآن تغيرت، إذ كنا نعارض تفويت بعض المشاريع لصالح جهة محددة، وسنعمل في إطار من الانسجام والتنسيق من أجل استكمال نفس البرنامج بآليات جديدة ترفع من العطاء التنموي والتسيير المحلي، خصوصا على مستوى البنيات التحتية، وهذا هو نص ميثاق التفاهم بين أطياف المكتب الحالي. وهنا أدعو باقي الإخوة الذين صنفوا أنفسهم ضمن المعارضة من أجل التعاون لما فيه صالح مدينة طانطان.

* لماذا لم تستحضر هذا المبدأ لما كنت في المعارضة سابقا؟
** كنا ننتقد أمورا واضحة في التسيير، من حيث جمالية مدخل المدينة من كلميم، وتفويت جميع الصفقات لمقاول وحيد، ومع ذلك فالصراحة أن المزليقي الرئيس السابق للبلدية أعطى دفعة، وترك بصمات إيجابية خلال تسييره للمدينة، ولا يعقل أن نتراجع عن هذه المكتسبات.

* علي المزليقي، كان هو المنسق الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة قبل أن يعين في الإدارة المركزية، وهناك حديث عن «تنسيق مسبق» بخصوص رئاستك للبلدية، ومزاعم حول استعدادك للالتحاق بحزب «التراكتور» في أفق انتخابات 2012، ما صحة ذلك؟
** حاليا أنا مع حزب الاستقلال، وعلاقتي بحزب «البام» هي أني نائب رئيس جمعية البرلمانيين الصحراويين التي يرأسها الدكتور الشيخ بيد الله أمين عام حزب «البام»، وهي جمعية تضم عددا من الأحزاب بعد أن تم الاتفاق مع الأخ حمدي ولد الرشيد على التحاق نواب حزب الاستقلال بجهة الصحراء، وسيتم عقد لقاء لهؤلاء البرلمانيين يوم 17 دجنبر الحالي.

* هل نفهم من كلامك أنك لن تغادر حزب الاستقلال في اتجاه الأصالة والمعاصرة؟
** (يسكت للحظات) لا يمكن الحسم من الآن في ذلك، لأننا لا أطلع على الغيب، وأي مناضل في حزب معين بقناعاته، قد تكون هناك ظروف ذاتية أو موضوعية، أو خلاف سياسي مع القيادة، تجعله يغير الحزب، وأنا الآن متشبث بحزب الإستقلال.

حاوره: منير الكتاوي الوطن الان